الإيجابية والتفاؤل في الإسلام:

بسم الله الرحمن الرحيم

كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن التحفيز والطاقة الإيجابية ، وملأت دورات التنمية البشرية كل مكان ، لتعلم وتبث في الناس روح الأمل والحماس وتشجعهم على محاربة اليأس وتحقيق أهدافهم في الحياة.

لكن هل تعلم أن ديننا الجميل تكلم عن هذه الأمور منذ أكثر من 14 قرنا ، لينهض بالإنسان نفسيا وروحيا وفكريا وجسديا؟

في هذا الموضوع سنذكر بعض الأحاديث والروايات الشريفة التي تحث على التفاؤل و الأمل والإستبشار وبأنها من مفاتيح النجاح في الدنيا والآخرة 👇:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): 《 تفاءلوا بالخير تجدوه 》.
[ المجلسي، بحار الأنوار، 1390 هـ، ج 20، ص333.]

عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنه قال: 《 تَفَأّلْ بالخَيرِ تَنجَحْ》
[غرر الحكم: 4466.]

قال رسول(ص): 《 الأمل رحمة لأمتي، ولولا الأمل ما أرضعت والدةٌ ولدها ولا غرس غارس شجراً 》.
[ بحار الأنوار ج14 ص 329].

وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعجبه الفأل ، وكم من موقف صعب استبشر فيه النبي (ص) خيرا ثقة منه في الله وليعلمنا أن تكون لدينا دائما نظرة وتوقعات إيجابية للمستقبل مهما كانت المحن شديدة وصعبة.

فقد روي أن النبي (ص) بعث بكتاب إلى كسرى يدعوه فيه إلى الإسلام فمزق كسرى كتاب النبي (ص) وبعث بدله ترابا استهزاء منه وتكبرا، فقَالَ (صلی الله عليه وآله وسلم): 《 مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ كَمَا مَزَّقَ كِتَابِي أَمَا إِنَّهُ سَتُمَزِّقُونَ مُلْكَهُ وَبَعَثَ إِلَيَّ بِتُرَابٍ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَمْلِكُونَ أَرْضَهُ.
[ المجلسي، بحار الأنوار، 1390 هـ، ج 20، ص381.]

وهذا ما حدث فعلا بعد سنوات، فالنبي (ص) لم يضعف في هذا الموقف رغم قوة العدو وجبروته ، ورغم قلة عدد وعدة المؤمنين معه ، إيمانا منه بقوة الحق وأهله وبنصرة الله سبحانه لدينه ولأوليائه، والمسلمون في هذا الزمن لو تبعوا نبيهم واقتفوا أثره وسنته حق الإتباع ، واقتدوا بمثل هذه المواقف الصلبة لما كانوا في الحال المزري والمخزي الذي هم فيه اليوم من ذل وقهر وانهزام وضعف.

H2
H3
H4
3 columns
2 columns
1 column
Join the conversation now
Logo
Center